أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
تُعدُّ قرية بيت داود موطنًا لعدد من الأضرحة التي يُقال إنها تضم جثامين بعض الصالحين، نحسبهم كذلك والله حسيبهم. وفي هذا السياق، لا أتطرق هنا إلى قضية الأضرحة من الناحية الشرعية، فحكمها معروف، وإنما أطرح تساؤلًا مهمًا:
من هم أصحاب هذه الأضرحة؟ وهل يجوز لنا البحث عنهم والتعرف على تاريخهم؟ وهل يُعد هذا البحث من العلوم النافعة؟
ما دفعني لطرح هذا السؤال هو أن غالبية أهل القرية يحفظون أسماء أسماء أصحاب هذه الأضرحة ويكنّون لهم المحبة والتقدير، ويشيرون إليهم بألقاب مثل "الشيخ" أو "الحاج"، وكأن الأجيال السابقة عايشت هؤلاء الصالحين ونقلت سيرهم عبر الزمن. ومع ذلك، نجد أن الأجيال الحاضرة تجهل الكثير عنهم، بل ربما لا تعرف عنهم سوى أسمائهم فقط دون تفاصيل عن حياتهم أو أصولهم.
التساؤلات التي تطرح نفسها:
- هل ينتمي أصحاب هذه الأضرحة إلى عائلات معروفة داخل القرية؟
- أم أنهم غرباء ارتحل أهلهم عن القرية؟
- أم ربما ينتمون لعائلات من خارج القرية؟
بناءً على ما يتوفر لدى من معلومات، أستبعد الافتراض الثاني والثالث، وأرى أن أصحاب هذه الأضرحة لهم صلة قوية بالقرية، إما بانتمائهم إليها أو بإقامتهم فيها فترة طويلة.
الأضرحة المعروفة في قرية بيت داود
1- ضريح الشيخ محمد الأكبر (الحاج محمد الكبير أبو موافي )
يُعد هذا الضريح من الأضرحة البارزة في القرية، وهو جدّي وجدّ عائلة آل موافي. يقع الضريح في مقابر بيت داود بالقرب من معهد الفتيات الإعدادي الثانوي، ويحيط به عدد من الأضرحة الصغيرة الخاصة بأبنائه وأحفاده، ومن أبرزها:
- ضريح الشيخ محمد الأصغر ( محمد الصغير )، ابن الشيخ محمد الأكبر.
- ضريح الشيخة نعمة بنت الشيخ محمد الأكبر، إحدى الشخصيات التي تُنسب إلى هذا النسب المبارك.
2- ضريح الشيخ سعد السعود
يقع هذا الضريح في نجع سعد السعود، الذي سُمِّي باسمه، ويُعد من الأضرحة التي تحظى بتقدير أهالي المنطقة.
3- ضريح الشيخ مكي
يوجد في نجع علي منصور، وهو من الأضرحة التي لا تزال تُذكر بين سكان القرية.
4- ضريح الحاج سليمان
يقع جنوب محطة الوقود الجديدة، ويُعد مصدر تسمية منطقة حوض الحاج سليمان.
5- ضريح الشيخ محمود
يقع على الحد الجغرافي الفاصل بين قرية بيت داود وقرية المحاسنة، وهو من الأضرحة ذات الموقع المميز.
6- ضريح الشيخ بكاره
يقع غرب نقطة مطافي بيت داود، لكنه اليوم مجرد بقايا جدران متهالكة، مما يدل على قدمه.
أهمية البحث في تاريخ هؤلاء الصالحين
الكشف عن أنساب و تاريخ أصحاب هذه الأضرحة قد يُساهم في فهم جزء مهم من تاريخ القرية، خاصة أن بعض الأضرحة تقع على خط استقامة واحد تقريبًا مع ضريح أبو زرقتين في قرية المحاسنة. هذه المنطقة تشكّل حدًّا طبيعيًا بين الأراضي الريفية المنخفضة والأراضي المرتفعة للبلدة.
دعوة للمشاركة في البحث
إذا كان لدى أي شخص معلومات موثوقة حول هذه الأضرحة وأصحابها، أو دلائل على أصولهم، فليشاركنا بها لنُكمل هذا البحث ونوثّق تاريخ القرية بشكل أوسع.
والله تعالى أعلى وأعلم.